لأن الذكاء وراء النجاح الفردي والإنجازات الفردية، فقد كان محط اهتمام المربين وموضوع أبحاث العلماء قصد الإجابة عن التساؤلات بشأنه.
اتجهت الأبحاث إلى ما بعد معدل الذكاء المعروف وبدأ الحديث عن أنواع الذكاء التي تأخذ بعين الاعتبار: العاطفة، المنطق، اللغة، الميول.
فقد يكون طفلك موهوبًا خارقًا ولكنك لا تعرف ذلك فأكثر من 5 في المائة من الأطفال قد يكونون نابغين إلا أن كثيرا منهم لا يتلقى الاهتمام النوعي من أجل الأخذ بأيديهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم وتوظيفها إيجابيا في حياتهم.
الذكاء فطري أم مكتسب؟
كان لا بد أن نتساءل هل نولد أذكياء أم أننا نصبح أذكياء؟ وكيف نُطوّر قدراتنا الذهنية؟ لنأخذ حالة «جميلة» التي تمضي معظم وقتها في مراجعة الدروس دون أن تستطيع استيعاب شيء، وتقول: لا أستطيع شيئًا، هذا لا يدخل دماغي.
على عكس «برهان» الذي لا يطل على دفاتره أبدًا ومع ذلك يجتاز الاختبارات بيسر وسهولة.
شيء طبيعي، يجيب أصحاب النظرية الفطرية، على رأسهم «ارثير جانسن» البروفيسور في علم النفس من جامعة كاليفورنيا الذي يرجع 80 في المائة من الذكاء إلى أصل وراثي.
هكذا يولد لدينا رصيد للانطلاق في الحياة للتعلم والإنجازات حسب هؤلاء العلماء «النظرية الفطرية نظرية قرن آخر».
يراهن عالم الأعصاب الأميركي غلين دومان على أن الأطفال بامكانهم تطوير قدراتهم الذاتية للوصول بدماغ طفل ذي خمس سنوات الى وزن دماغ رجل بالغ! لان الطفولة هي المرحلة الأمثل للتعلم، كما يعترف والدا الطفل الموهوب ارتررا مياديزوا أن ابنهم لم يخلق موهوبا، ولكن طريقتهم في التربية هي التي أوصلته الى هذه الدرجة من التفوق. ومن ثم فإنه بالامكان أن تكون ذكيا إذا تركت الأجوبة الجاهزة وعملت مجهودا لتسأل اسئلتك الخاصة وتفكر في كل ما تسمع أو تقول أو ترى أو تحس.
الذكاء الاصطناعي
للذكاء الاصطناعي تطبيقات عديدة مفيدة، إلا أنها أحيانا ناقصة لا تصل باداء العقل البشري إلى: الحساب، تقييم حالات، تشخيص، تخطيط، الاجابة عن اسئلة، اكتشاف قواعد رياضية، انجازات فنية، التعرف على الكلام، قراءة نصوص قصيرة، الترجمة الفورية، التعرف البصري.
مشاكل الأطفال النوابغ
من منا لا يتمنى ان يكون له ابن نابغة، سابق لزمانه، ومع ذلك فالنبوغ قد ينقلب من منحة كبرى الى معضلة حقيقية، فالاختلاف يصعب في الغالب التعايش معه، خصوصا لدى الاطفال الصغار، فعلى الآباء تجنب المحاذير التي قد تنغص تفتّح وسعادة ابنائهم المتميزين الذين يحتاجون التتبع النفسي اكثر من الآخرين حتى يحققوا النجاح على المستويين الشخصي والمهني.
الذكاء مسألة وزن
تتوالى الدراسات العلمية لتحديد اسرار الذكاء، هل الاصل جيني وراثي ام مرتبط بالتربية والبيئة؟ دون الميل في هذا الاتجاه أو ذاك قام فريق انجليزي بوضع اليد على سر آخر هو وزن المولود عند الولادة، وهكذا كلما كانت اوزان الاطفال عالية كانت نتائج قدراتهم الذهنية جيدة، اضافة الى ان كل زيادة بعشرات الغرامات تكون مرتبطة بدراسات اطول طبعاً.
هل يمكننا قياس الذكاء
quotient intellectuel Ql أشهر الاختبارات في هذا المجال هي اختبارات معدل الذكاء، فهي تحاول تحديد علامات الذكاء لدى الإنسان، لكن الذكاء ظاهرة معقدة. وهذه الاختبارات تغفل بعض مظاهر السلوك الإنساني كالانفعالات الوجدانية، فقد ظهرت هذه الاختبارات من خلال الابحاث في علم النفس التجريبي، وان كانت في البداية محط انتقاد وتشكيك، الا انها اعتُمدت كوسائل لقياس الذكاء
أنواع الذكاء
تعددية الذكاء أصبحت حقيقة تؤكدها الدراسات العلمية، فحسب عالم التربية بجامعة هارفارد الشهيرة، هوارد كاردنر، فالذكاء هو في الوقت نفسه القدرة على حل مشاكل وخلق انتاجات تغني الثقافة والمجتمع، ومن خلال دراسات علمية انجزت على عشرات الآلاف من الأفراد، حدد هذا العالم ثمانية أصناف من الذكاء:
1 ـ ذكاء لغوي شفهي: الكلمات، اللغة، الخطابات، يجد الفرد ارتياحه قبلها، يحب ان يتحدث، ان يحكي، ان يدرس اللغات.
2 ـ ذكاء منطق رياضيات: الأرقام، الرموز الرياضية، حل المشاكل الحسابية، الاستدلال المنطقي وتحليل المعلومات، هي نقاط القوة لدى الأفراد الذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء.
3ـ ذكاء بصري فضائي: قدرة على تحديد تواجد الاشياء حولي، كما لديه ماهية تلقي الأشياء بدقة معتمدا على حاسة البصر والدماغ.
4 ـ ذكاء جسدي حسي: لدى اصحاب هذا النوع من الذكاء، الجسد، الحواس «بصر، سمع حركة، أعمال يدوية» لها الأولوية بالعالم الخارجي، التفكير والتعلم عن طريق الاحساسات، تشغيل الطاقات الجسدية في عمله أو نشاطه.
5 ـ الذكاء الشخصي الداخلي: يدخل في اطار الذكاء العاطفي، والذي يعني معرفة تامة بالذات، بخصائصها والقدرة على تكوين هوية خاصة.
موضوع: أسرار الذكاء 
الثلاثاء يوليو 22, 2008 1:00 am
