الحاجه ساره الاداره
عدد المساهمات : 72 تاريخ التسجيل : 13/07/2008 الموقع : https://omamr.123.st/
| موضوع: الوعي و الطاقة الإثنين يوليو 21, 2008 8:15 pm | |
| الوعي و الطاقة
الإيمان
هناك نوع آخر من الوعي . مفهوم يختلف عن الذي نألفه . هذا المفهوم قد أزيل من ثقافات الشعوب و طريقة تفكيرهم . لدرجة أنه لم يعد له مصطلح أو اسم محدّد يشير إليه تحديداً . ليس له معنى خاص به في المعاجم أو المراجع المختلفة .
يتشابه هذا المفهوم بمفهوم الإيمان . أنا لا أقصد ذلك النوع من الإيمان الذي فرضته السلطات الروحية على رعاياها في فترة من فترات التاريخ حتى أصبحت مسلمات .
أنا أقصد الإيمان بالذات و ليس الإيمان بالمسلمات . الإيمان بالقدرات الذاتية ، الوعي بالذات . الإطلاع على قدراتك أي أن تدركها جيداً و تعي مدى فعاليتها و تأثيرها .
هذا المفهوم الإنساني الجوهري ، هذا الوعي بالذات ، الإيمان بها ، قد تعرّض إلى التحريف المقصود عبر العصور ، و جعله يبدو كما هو الآن ( مفهوم يقول أن الإنسان هو كائن ضعيف ، لا يستطيع التصرّف دون إرشاد ، لا يستطيع معالجة نفسه من العلل دون إرشاد ، لا يستطيع التفكير دون إرشاد ) ... فآمن الإنسان بهذا الواقع المزوّر الذي فرض عليه .. و تم إرشاده ، و توجيهه ، و من ثم توجيهه .. إلى أن وصل إلى هذا المستوى من الانحطاط الروحي و الفكري و المعنوي ... انحطاط كبير ، بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .. مأزق فكري عظيم ، يصعب الخروج منه . لأن هذا الوضع الإنساني البائس ، قد صمّم بإتقان كبير من قبل جهات معيّنة ، حكمت يوماً أرواح الشعوب .
لقد حصل تغيير ما في جوهر هذا الإنسان ، في مرحلة معيّنة من مراحل التاريخ الطويلة ، لا نعرف متى و أين و لماذا ، لكن هذا التغيير قد تم فعلاً ، و كذلك طريقة تفكيره و نظرته إلى الحياة بشكل عام .
لقد فرض على الإنسان منذ زمن بعيد ، و لأسباب لازلنا نجهلها ، بأن يقنع بفكرة أنه مخلوق ضعيف . و قد توارثت هذه الفكرة أجيال كثيرة متتالية مما جعلها تصبح حقيقة واقعية غير مشكوك بها .
لكن مهما قال رجال العلم ، و رجال الأيديولوجيات ، و مهما خرجوا بنظريات و أفكار و معادلات و قوانين و تفسيرات مختلفة ، فلا يمكن إنكار حقيقة ثابتة تفرض نفسها . هي أننا أقوى من ما نحن عليه بكثير ، و بأننا نملك قدرات و قوى لازلنا نجهلها . و قد ولدت معنا ، لكننا لم نتمكن من استثمارها ، و بدلاً من ذلك ، نمرّ بهذه الحياة بكل بساطة ، و نتمنى الأفضل لأنفسنا ، و نحن نجهل أن الأفضل الذي نتمناه هو في داخلنا .
منذ ولادتنا ، نبدأ الخوض في معترك هذه الدنيا ، و نبدأ بتعلّم أشياء كثيرة ، فنتعلّم كيف نمشي ، و كيف نتكلّم ، و كيف نكتب و نقرأ .. إلى أخره ، لكن لا أحد يعلّمنا كيف نستخدم عقولنا !. لا أحد يعلّمنا كيف نستخدم وعينا بذاتنا الحقيقية . الإيمان الحقيقي بأنفسنا .
ظواهر كثيرة تشير إلى أننا أكثر من ما نحن عليه بكثير . لكننا نتجاهلها ، و نسير وفق المعتقدات التي فرضتها علينا الأنظمة الاجتماعية السائدة . فكيف لا نتجاهلها و لا زلنا نجهل ما هو العقل و الوعي و علاقتهما الصميمية بواقعنا و حياتنا الشخصية ؟.
كل شيء يبدأ من الوعي
كل ما يحدث في حياتنا ، و ما يحدث في أجسادنا ، هو نتيجة حصول تغيير ما في وعينا .
إن وعينا هو ما نحن عليه ، و ما نختبره في الحياة .
أنت تقرر ما تتقبّله من أفكار معيّنة ، و ترفض أفكار أخرى . أنت تقرّر بما تفكّر ، و ما تشعر به ، و لهذه الأفكار و المشاعر تأثير كبير على جسدك الفيزيائي . إن نوعية هذه الأفكار و المشاعر هي التي تحدد مدى الإجهاد أو الارتياح الذي يعاني منها أو يتحلى بها جسدك .
أما الإجهاد ، فسوف يؤدي لظهور أعراض . تتجسد حسب نوع هذا الإجهاد و درجته ، أي حسب حالة الوعي . و من أجل استيعاب هذه الفكرة التي تشير إلى أن ما يصيب حالتنا الصحية سببه داخلي و ليس خارجي ، سنأخذ أمثلة من الواقع المحيط بنا :
الجراثيم موجودة في كل مكان . لكن ما هو تفسير وجود أشخاص يتأثرون بها و يمرضون ، بينما هناك أشخاص لا يتأثرون إطلاقاً ؟... الجواب هو اختلاف حالة الوعي .
في المستشفيات و العيادات الطبية المختلفة ، لماذا نجد مرضى يتجاوبون مع الأدوية و العلاجات و يشفون تماماً ، بينما هناك أشخاص لا يتجاوبون مع الأدوية ؟!.... الجواب هو اختلاف في حالة الوعي .. إن نظرتهم لتلك الأدوية مختلفة .. و تتفاوت درجات الإيمان بقدرتها على العلاج من شخص لآخر .
وعينا هو نظرتنا الخاصة تجاه أنفسنا ، الإيمان بما نحن عليه ، هو طاقة بحد ذاتها !.
هذه الطاقة لا تكمن فقط في الدماغ . إنها منتشرة في جميع أنحاء جسمنا . هذه الطاقة متصلة بكل خلية من خلايانا . و عن طريق هذا الوعي ( الطاقة ) ، يمكننا التواصل مع كل عضو و كل قطعة نسيجية موجودة في أجسامنا .
و من الظواهر التي تثبت تلك العلاقة الصميمية بين العقل و الجسد هي ظاهرة التنويم المغناطيسي . فبالإضافة إلى القدرات الفكرية الهائلة التي يظهرها النائم مغناطيسياً مثل "القدرة الهائلة على التذكّر " ، و التحكم بالإدراك و غيرها من قدرات لسنا بصددها الآن ، فقد أثبتت هذه العملية قدرة النائم على تجاهل الألم ، حيث اكتشف الأطباء في بدايات القرن التاسع عشر فعالية التنويم المغناطيسي في عملية التخدير ، و استخدموا هذه الطريقة على نطاق واسع ، خاصة قبل اكتشاف "المورفين" . و استخدموها أيضاً لتسكين الآلام الناتجة عن الأمراض كالسرطان أو الحروق أو غيرها من حالات مسببة لآلام مبرحة . و هذه العملية ، بمفهومها المبسّط ، هي عبارة عن القيام بالإيحاء للمريض و إقناعه بأنه لا يشعر بالألم ، فيحصل ذلك فعلاً . كما استطاع المنومون إجراء تغييرات بايولوجية للنائم عن طريق هذه الإيحاءات ، كالتحكم بأي عضو من أعضاء جسمه ، و قد نجحوا في التحكم بالوظائف اللاإرادية كنبضات القلب ، و جهاز التنفس ، و درجة حرارة الجسم ، و جهاز التعرّق ، و حتى الإستفراغ ، و غيره من وظائف جسدية أخرى .
لكن بعد قمع هذه الطريقة التي حاربتها المؤسسات الطبية الرسمية ، و دحضت حقائقها تماماً ، ظهرت إثباتات دامغة في القرن الماضي ، تشير إلى أن التنويم المغناطيسي ، و غيرها من مجالات علاجية أخرى تعتمد على علاقة العقل الصميمية بالجسد ، كانت محقة في توجهاتها !. تكنولوجيات كثيرة مثل طريقة تصوير كيرليان و غيرها التي تعتمد على ظاهرة حقل الطاقة الإنساني ، اتخذت هذا التوجّه و هذا المفهوم الجديد في النظر إلى الإنسان ، اكتشفت أن حصول أي تغيير في حالة الوعي ، يؤدي إلى تغيير في حقل الطاقة . و هذا التغيير في حقل الطاقة يؤدي إلى تغيير في الجسم الفيزيائي .
تتجلى هذه المعادلة الحديثة كالتالي :
حالة الوعي ..ــــ.. حقل الطاقة ..ــــ.. الحالة الفيزيائية
يحكم الأطباء و العلماء اليوم إيمان راسخ بأن 75 بالمائة من الأمراض و الأوبئة مسببها الرئيسي هو العقل ( الوعي ) !. و أثبت الباحثون أن الإجهاد و الإرهاق الذي ينتج من العقل ، هو المسبب الرئيسي للعلل و النكسات الصحية ، و فقدان المناعة . منقول | |
|