التــأمـــل

التــأمــل
قبل أن تَحكم على التأمل على أنه شىء يتعلق فقط بأناس معينين .. حاول أن تتعرف عليه ...
فقد تجد ضالتك به.
فى حياتنا نحتاج إلى ما يُخرج بعض من كل هذه الأفكار المتكدسة فى عقولنا .. وليس المقصود أن نُخرج أى أفكار ...
فهناك ما هو مُهم ونحتاج إليه ..
ولكن المقصود تلك الأفكار التى لا فائدة من وجودها فى عقولنا ...
إن التأمل يعمل كالصِمام الذى يُخرج البخار ...
فهو يُخرج كل ما هو غير مفيد ولا حاجة له من عقلك.
إن هذا أمر مهم خاصة فى حياتنا ذات الإيقاع السريع
فالتأمل يعطيك مساحة لتخرج من دائرة التوتر والإجهاد المستمر.

... وقد تقوم بالتأمل خلال الإستماع للموسيقى أو الذهاب فى رحلة أو الصلاة
أو الجلوس فى الحديقة
كل هذا يعمل عمل التأمل فى توفير الهدوء للعقل.
وبهذا الهدوء ...
ينخفض معدل ضربات القلب والتنفس بالإضافة إلى إسترخاء العضلات ،
كما سيهدأ عقلك
ويتوقف سباق الأفكار الذى يحدث فى داخله والتى تتدفق بإستمرار منه وإليه.
والبعض يقوم به لزيادة الحالة الروحية وإيجاد النور والسلام الداخلى
بينما يقوم به البعض الآخر بإعتباره أداة للاسترخاء وإزالة الإجهاد والتوتر.

كيف للتأمل أن يُطور عقلك ؟
لقد أصدرت جريدة التايمز البريطانية مقالا عن دور التأمل فى تطوير وتحسين العقل
فأشارت إلى :
- تزايد الأدلة التى تُظهر قدرة التأمل على تحسين الحالة الصحية والنفسية للإنسان
بشكل ملحوظ.
- وأوضحت بأن التيار السائد للطب قد بدأ يلتفت إلى تأثيرات التأمل وقدرته على
تعزيز الصحة
ويلجأ كذلك إلى بعض العلاجات التى يعتمد جزء كبير منها على التأمل.
- وقد أوضحت الدراسات النشاط العقلى لدى المُتأملين ودوره فى زيادة الإنتباه
والقدرة على التركيز.
- بالإضافة إلى أن التأمل على المدى الطويل يؤدى إلى تغيرات فى بنية الطبقة
الخارجية للعقل.
- وقد تبين أيضا بأن ناحية العقل المتعلقة بعمليات الإنتباه والحِس تكون أكثر سُمكا
لدى المعتادين على التأمل.
- كما نوهت الدراسات بحسب المقال بأن التأمل قد يزيد من إنتباهك وتركيزك
حتى فى وسط الازعاج ...
فقد تم إصدار ضوضاء لأشخاص فى وسط عملية التأمل خلال تصويرهم بالأشعة
، فوجدوا بأن تأثير
الإزعاج على مناطق العقل المتعلقة بالعواطف وإتخاذ القرارات كان تأثيرا طفيفا.
وذكر المقال بأن عدد الأشخاص الذين يمارسون التأمل فى الغرب يصل إلى 10 ملايين
شخص، بغض النظر
عن الأعداد الكبيرة فى مختلف أنحاء العالم.

ماذا يُمكن لتأمل 20 دقيقة فى اليوم أن يفعل ؟
لقد أظهر التأمل قدرته على تحسين العقل وليس على المدى القصير فقط .
. ولكن من المُرجح أن يكون تحسينا دائما.
فقد أظهرت دراسات فى جامعة هارفرد بأن التأمل يُزيد من سُمك مناطق العقل
المتعلقة بالذاكرة والتى عادة ما تنكمش مع التقدم فى العمر ...
كما يزيد التأمل من قدرة الإنتباه والتركيز حتى وسط الضوضاء، وإتضح بأن فوائد التأمل
لا تتأثر بقلة النوم.
نذكر هنا بعض ما يُمكن علاجه بالتأمل:
1- ارتفاع ضغط الدم.
2- الآلام الحادة مثل الصداع.
3- المشاكل التنفسية.
4- الاجهاد والأرق.
5- إضطرابات وتهيج الأمعاء.
6- إضطرابات الجلد.
7- الإكتئاب وأعراض ما قبل الحيض عند المرأة.
وللحصول على جميع الفوائد الصحية للتأمل
لا بد من أن يُصاحبه الحركة والأكل السليم. الغذاء الطبيعى المتوازن
وهو لا يحتاج إلى وقت مُحدد للقيام به
فكل شخص يستطيع أن يجد الوقت المناسب له للقيام بالتأمل.

توجيهات بسيطة للبداية
إذا أردت أن تُجرب التأمل للمرة الأولى ...
فإجلس بهدوء .. وتَنفس بشكل منتظم ..
وحاول أن لا تُشغل عقلك بأفكار عديدة.
فإذا أردت .. يُمكنك تأمل صورة أو زهرة أو شمعة
أو يمكنك فقط أن تكون حاضرا فى اللحظة ...
لحظة يقظة التأمل هو الباب
والبعض يُفضل إغماض أعينهم أثناء التأمل
لكى يتجنبوا الإلهاء البصرى ، وإذا لاحظت بأن عقلك ذهب بعيدا ..
حاول أن تجلبه إلى ما تتأمل به ليكون فى الحاضر
وليس فيما مضى ... ولا فيما سيأتى
حاول أن يستمر الأمر ما بين 20- 15 دقيقة.
إذا أردت يمكنك الإستماع إلى موسيقى هادئة خلال التأمل ...
قُم بما تريد ...
المُهم ... أن يتلقى عقلك شيئا من الراحة خلال اليوم




...